LightReader

Chapter 3 - Pain and the trial

الفصل الثالث: الألم والتجربة

"هل وجدت شيئا؟!"

صرخ أحد حراس السجن وهو يتقدم عبر الظلال وهو يلهث.

لا... لم أفعل. ربما هرب عبر شق أو شيء من هذا القبيل. لنواصل البحث!

أجاب الجندي الآخر دون أن يتوقف عن الجري.

لقد كانوا قريبين... قريبين جدًا.

ولكن ما لم يعرفوه هو أن لياندر لم يذهب بعيدًا.

في الواقع، كان تحت أقدامهم مباشرة، واقفا أمام بوابة لم ير مثلها في حياته من قبل.

لقد وجد شيئا...

شيء وجده أولاً - قبل أن يتمكنوا من العثور عليه.

---

كانت البوابة ضخمة، شاهقة كما لو كانت ممتدة من أعماق الأرض إلى أقصى السماء.

وقد حُفرت على سطحها نقوش قديمة، متشابكة مثل قصة مكتوبة بلغة النجوم.

لم يكن مجرد باب، بل كان لوحةً كونيةً تنبض بالحكمة القديمة والرهبة الأبدية.

كان لياندر منبهرًا - ليس فقط بحجمه، بل أيضًا بالكلمات المحفورة فيه.

شعر وكأن الرسائل تهمس في روحه، تخبره بشيء يعرفه بطريقة ما، حتى من دون أن يفهمه.

وفي وسطها نقشت كلمة واحدة: "محاكمة".

أسفلها رسالة مكتوبة بخط ماهر:

> "النجاح لا يعني الفوز، والفشل لا يعني الخسارة.

النصر الحقيقي... يكمن في خوض التجربة.

السير في الطريق، السقوط، النهوض، المحاولة - ومن ثم الفهم.

إن المحاكمة وحدها هي التي تحمل مفتاح الحقيقة.

قد تكون أحكامك سليمة،

ولكن لا يوجد شيء أكثر صدقًا من عيشه بنفسك.

يتم التحدث بالكلمات، ويتم تدريس المعتقدات،

"ولكن ما لم يُعش... يبقى غير مكتمل."

حدق لياندر في الكلمات، وتغير إيقاع ضربات قلبه.

"كم من الأشياء حكمت عليها دون أن أجريها... كم من آرائي كانت مجرد أصداء، وليست حقائق؟"

لقد كان هذا هو الشيء الأكثر صدقًا الذي قرأه على الإطلاق.

لقد فكر:

*"خذ ​​الرجل الغني الذي يقول أن المال لا يشتري السعادة - قد يكون يقول الحقيقة.

لكن الرجل الفقير الذي لا يصدق ذلك فهو على حق أيضًا... لأنه لم يحاول.

إذا حصل على ثروة في يوم من الأيام، ربما يكون مخطئًا، وربما يكون على حق.

لكن على الأقل حينها... سوف يعرف.

لذلك لا تحكم على الحياة من بعيد.

اقترب أكثر. عشها.

تحمل آلامه، وتذوق حلاوته.

"إن المعرفة بدون تجربة... هي ظل الحقيقة، وليست نورها."*

ولكن هذا لم يكن كل شيء.

على يمين البوابة كان هناك تجويف غريب، على شكل ذراع الإنسان.

وبجانبها رسالة أخرى:

> "إذا كنت ترغب في التعلم،

الألم هو المحنة الحقيقية.

"ضع يدك."

تردد. من لا يخاف المجهول؟

ولكن بعد ذلك فكر:

"أهرب الآن من الحراس... أم أهرب إلى الأبد من الحياة؟"

ببطء... مدّ يده.

فجأة-

خفض!

صرخة مرعبة مزقت الصمت.

كان الألم يتدفق من خلاله مثل نهر من النار، وتدفق الدم.

لقد تم قطع ذراعه!

تراجع متعثراً، وأمسك بقميصه، ومزقه لربط ما تبقى من ذراعه.

وثم…

كررك...كررك...

بدأت البوابة في الفتح.

كان الأمر كما لو أن الصخور تئن والجبال تتحرك.

كانت البوابة سميكة، مثل جدار الزمن نفسه، يفصل الماضي عن الحاضر... أو الواقع عن المحنة.

لقد خطى لياندر.

---

كان المكان يشبه الكهف المقدس.

كانت جدرانها مغطاة بالكريستال الأزرق والذهبي، وكان الهواء كثيفًا بطاقة لا توصف.

كانت تماثيل الكائنات المجهولة تقف صامتة، كما لو كانت تحرس الأسرار.

وفي وسط الغرفة كان هناك بوابة ثانية مصنوعة من الحجر والذهب، تشع ضوءًا دافئًا.

كان الطريق إليه مرصوفًا بالماس الأحمر، الذي كان يلمع تحت قدمي لياندر وكأنه غارق في الدماء.

لقد تقدم للأمام…

أقرب…

حتى وقف أمام البوابة الثانية.

وفي اللحظة التي خطى فيها من خلالها، سمع صوتًا-

واحد لم يكن إنسانا:

"بدأت المحاكمة."

المحاكمة الأولى: مدتها: ٤٠ عامًا. الهدف: ثروة طائلة.

"أين أنا؟"

فتح عينيه ليجد نفسه في مكان لم يره من قبل.

كان يجلس في فصل دراسي حديث، محاطًا بالطلاب في سنه - ولكن لم يكن أحد يتحدث.

كان هناك رجل يقف في المقدمة ويتحدث لغة غريبة…

ومع ذلك، فهم لياندر كل كلمة.

انتهى الدرس. ادرس جيدًا.

مدرسة...؟

ولكن كيف؟!

قبل أن يتمكن من التفكير أكثر، قال صوت بجانبه،

"لين، ألن تذهبي إلى المنزل؟"

نظر إلى الأعلى.

وكان يتحدث إليه صبي ذو شعر أسود وعيون ضيقة يرتدي نفس الزي.

أشار إلى نفسه في حيرة. "أنا...؟"

ثم سمع الصوت مرة أخرى - هذه المرة من الداخل:

"نقل بيانات التجربة..."

في لحظة، امتلأ عقله بالمعلومات:

لقد كان الآن في عالم يسمى الأرض، وفي مدينة تسمى طوكيو، وفي بلد يعرف باسم الصين.

وكان اسمه الجديد لين، عمره 16 عامًا، طالب.

وكان الصبي بجانبه اسمه مو - صديقه.

لا تزال الصدمة تسيطر عليه، لكن طبيعته القتالية ساعدته بسرعة على استعادة السيطرة.

"لين، هل أنت بخير؟"

مو يطرق على كتفه بلطف.

أجاب لياندر، مصمماً على التكيف:

"نعم... دعنا نذهب."

---

غادر الاثنان المدرسة.

نظر لياندر حوله في رهبة، مثل طفل يرى العالم للمرة الأولى.

ناطحات السحاب... آلات تتسابق أسرع من الخيول... شاشات، أضواء، أشخاص يتحدثون من خلال أجهزة متوهجة.

ورغم أن المعرفة قد انتقلت إليه، إلا أن قلبه ما زال مندهشا.

---

وصلوا إلى حي فقير.

ابتسم مو ولوح بيده: "إلى اللقاء قريبًا، لين".

من ذاكرة الجسد، تذكر لياندر العنوان وسار نحوه.

كان المكان متواضعا - بالكاد يمكن اعتباره منزلا على الإطلاق.

لقد طرق الباب.

طق... طق... طق...

فتحت امرأة في منتصف العمر الباب، وكانت عيناها دافئتين:

أهلاً بعودتك يا عزيزتي. غيّري ملابسكِ، سنتناول العشاء.

دخل لياندر الغرفة وجلس، وكانت أفكاره تستهلكه:

لماذا أنا هنا؟ من صمم هذه التجربة؟ وما هو هدفها الحقيقي؟

تذكر الصوت:

"المدة: 40 سنة."

"الهدف: ثروة هائلة."

قال لنفسه بعزم لا يعرف الاستسلام:

"هذا اختبار؟ إذن سأجتازه.

سأجد من أتى بي إلى هنا... ولماذا.

"وسأصل إلى القمة، حتى في هذا العالم الغريب."

---

فجأة فتح الباب.

دخلت فتاة صغيرة، قصيرة وتشبه إلى حد كبير "أمه".

ألا تأكل؟ أمي تنادينا!

لأول مرة منذ دخول هذا العالم الجديد، ابتسم لياندر.

"حسنًا، سأغير ملابسي وأأتي."

خرج وجلس معهم.

طاولة منخفضة، طعام بسيط، أم وابنتها... وصبي بعقل محارب.

بدأوا في الأكل.

تحدثت الأم، وضحكت الأخت.

و لياندر…

لقد شعر بشيء لم يعرفه من قبل.

الدفء...الحنان...لحظة من السعادة الحقيقية.

ليس من المال أو السلطة، بل من لحظة عابرة.

نظرت إليه أخته في حيرة. "لماذا تحدق بي هكذا؟"

فأجاب بابتسامة هادئة:

"لا يوجد سبب."

---

وهكذا… بدأت محاكمته.

محاكمة الألم والتحول.

واحد من شأنه أن يحوله إلى شيء أعظم... أو أن يحطمه تماما.

ولكن كان هناك شيء واحد مؤكد:

لياندر… لن يتراجع أبدًا.

More Chapters