LightReader

Chapter 1 - الفصل الأول : الكارثة

سووش

صوت أشعة صادرة من مكان غير معروف، يملأ الجو بالغموض والرعب.

"أرجوك... أظهر نفسك. أنا أضحي بتسعين بالمئة من دمي لتفعيل التشكيل داخل الدائرة!"

مرت لحظات طويلة بلا أي حركة... حتى تمتم بيأس:

"يبدو أن الأمر فشل... سحقًا."

أخذ ويليام المسمار الصدئ المغروس في رجله وصوبه نحو رأسه.

فجأة، دوى صوت شيطاني:

"توقف أيها الأحمق! ماذا تفعل؟ ألا تعرف الصبر؟ أم أنك تريد قتلي؟"

ارتجف جسده من الرعب، لكن ابتسامة صغيرة شقت وجهه — التجربة نجحت، ولو بثمن باهظ.

قبل شهر ونصف...

صراخ وبكاء وذعر اجتاح الأرض.

صوتٌ غريب دوّى في عقول الجميع:

"هنا معكم الإمبراطور المقدس، حاكم هذا العالم الذي اندمج مع عالمكم. أعلن من مكاني هذا اكتمال الاندماج، وأنصب نفسي حاكمًا على كل أشكال الحياة. من كرمي سأمنحكم فترة هدنة لمدة شهرين لتقبلوا مصيركم. بعدها... كل من يقاوم سيُباد تمامًا."

لكن صوتًا آخر ردّ بازدراء:

"أيها العجوز المخنث، لا تتحدث وكأنك تملك العالم... ما دمت أنا موجودًا."

ترددت ضحكة مرعبة، ثم تابع الصوت الثاني:

"أنا الشيطان السماوي، الملك غير المروَّض لهذا العالم. من أراد القوة فليسلك المسار الشيطاني، ومن أراد الضعف فليلتحق بمسارك الصالح. التفاصيل ستجدونها منقوشة على الأحجار التي ستظهر قريبًا."

وبالفعل... بعد لحظات، نبتت من الأرض حجارة ضخمة غريبة، منقوشة بلغة لم يعرفها أحد، لكن الجميع فهمها بطريقة ما.

ثم تداخل صوت ثالث بدا وكأنه ثلاثة أصوات تتحدث معًا:

"نحن نمثل المسار المحايد... التفاصيل في اللوحات، اختاروا ما يناسبكم، ونتمنى لكم التوفيق."

ثم ساد الصمت... حتى تشققت الأرض وبدأت القارات تتغير، لتحل محلها أراضٍ جديدة واسعة، مليئة بالغابات والمخلوقات الغريبة.

ومع كل هذا الخراب... ظهر حاجز عملاق غطّى الأرض، مانعًا فناء البشر.

ومن السماء... نزلت مجموعات من البشر يرتدون ملابس موحدة — الرجال بثياب حريرية سوداء أو بيضاء، والفتيات بألوان مختلفة حسب المجموعات.

ما إن وطئت أقدام أولئك التلاميذ الأرض حتى اندفعوا نحو الحجارة العملاقة المنتشرة في كل أنحاء العالم.

بسرعةٍ غير بشرية احتلّت كل مجموعة موقعها، ورفعت أعلام طائفتها، ثم ظهرت في أيديهم نصوص عملاقة تتوهّج بالقوانين التي تحكم كل طائفة على حدة.

أما المجموعة الأخرى، فقد اتجهت مباشرة نحو دول العالم. لم تشارك في سباق الحجارة، بل نحو الحكومات نفسها.

في غضون ساعات، هاجموا المراكز السياسية، قتلوا من قاوم، وأسروا الرؤساء واحدًا تلو الآخر، قبل أن يرفعوا أعلامًا غريبة تحمل شعارات لا أصل لها على الأرض.

عمّت الفوضى.

خلال يومين فقط، غرق الكوكب في هستيريا جماعية؛ السكان يشاهدون حكوماتهم تنهار، ومدنهم تختفي، بوجوهٍ مطبوعةٍ بالحزن واليأس والعجز.

كان من الصعب على الأغلب تقبّل هذا الواقع الجديد، لكن مع حلول الليل الأول... ظهرت طبيعة البشر الحقيقية.

انطلقت غرائزهم من أقفاصها.

القتلة خرجوا يتلذذون بسفك الدماء، والمساجين تحرّروا من السجون حول العالم.

اللصوص والمجرمون والمدمنون استغلّوا الفوضى ليغرقوا المدن في الجريمة.

خلال ساعات، تحوّل الكوكب إلى جحيم مفتوح.

من العنف إلى القتل، ومن السرقة إلى الاغتصاب، انتشرت كل أشكال الانحطاط بلا رادع.

سقط أكثر من مليون ضحية بين قتيلٍ ومفقود، بينما اكتفى الباقون بالمشاهدة بصمتٍ مريب...

وكأن الإنسانية نفسها قرّرت أن تُطفئ نورها.

فمن لا يملك ما يخسره، سيُخرج ألمه على غيره.

More Chapters