عندما عبر لين تيان البوابة الثانية، لم يشعر بجسده… بل بشيء أعمق، كأن روحه تُسحب إلى مكان لا يخضع لقوانين الزمان والمكان.
فتح عينيه، فوجد نفسه واقفًا على أرض سوداء لامعة، والسماء فوقه مليئة بعيون حمراء تراقبه بصمت.
"أين أنا؟" همس، لكن صوته لم يصدر… بل انتشر كذبذبة داخل الفراغ.
ظهر ظل أمامه، لا شكل له، فقط طيف من طاقة التفكيك، وقال: "أنت في عالم ما بعد البوابة… حيث تُختبر الإرادة، لا القوة."
تقدّم لين تيان، وكل خطوة كانت كأنها تكشف ذكرى من حياته… لحظات ضعفه، سخرية زملائه، خوفه من الفشل.
ثم ظهرت أمامه ثلاث بوابات:
الأولى تتوهج باللون الأحمر، وتنبض بالغضب.
الثانية زرقاء، هادئة لكنها باردة.
الثالثة سوداء، صامتة تمامًا، كأنها تبتلع الضوء.
قال الصوت: "اختر بوابتك… فكل واحدة ستكشف جزءًا من حقيقتك."
اقترب من البوابة السوداء، شعر بجاذبية غريبة، كأنها تعرفه أكثر مما يعرف نفسه.
دخلها، ووجد نفسه في ساحة معركة قديمة، آلاف الجثث، ورايات ممزقة، وفي وسطها… نسخة منه، أكبر سنًا، عيونه مليئة بالحزن.
قال له: "أنا أنت… بعد أن اخترت التفكيك."
تجمّد لين تيان، وسأل: "هل هذا مستقبلي؟"
ردّ الآخر: "إن لم تفهم قوتك… نعم."
فجأة، هاجمته النسخة الأخرى، بطاقة مظلمة، أقوى من أي شيء واجهه من قبل.
قاتله لين تيان، لكن كل ضربة كانت تُضعفه، وكل حركة تُعيد له شكوكه القديمة.
ثم تذكّر مو يان، والشيخ، وكلماته:
"أنت من يختار… أن يُفكك أو يُعيد البناء."
صرخ لين تيان، وأطلق موجة طاقة جديدة، ليست سوداء… بل أرجوانية نقية، تحمل رموزًا من البوابة الأولى والثانية.
اختفت النسخة الأخرى، وظهرت البوابة من جديد، لكن هذه المرة، كانت مفتوحة بالكامل.
قال الصوت: "لقد نجحت… الآن، أنت سيد البوابة، لا عبدها."
خرج لين تيان من العالم، وعاد إلى الكهف، وعيونه تتوهج بطاقة جديدة.
نظرت إليه مو يان، وقالت: "لقد تغيرت… والبوابة الثالثة تنتظرك."
— نهاية الفصل الرابع —