LightReader

عالم ساميسر الخيالي

0bd0ll0h
7
chs / week
The average realized release rate over the past 30 days is 7 chs / week.
--
NOT RATINGS
109
Views
Synopsis
في أجواء مظلمة وكئيبة ، وبعد أن فقد والديه ، يرث سامي سواراً برونزياً قديماً يحمل نقوشاً سومرية غامضة ، لم يكن يعلم أن هذا الإرث العائلي هو مفتاح مصيره ، قطرة دم واحدة توقظ قوة جينات الملك ألوليم ، ملك البشرية الأول ، وتكشف عبارة خطيرة تتردد في ذهنه: "الكرامة تكمن فقط في حافة السيف"، فجأة ، يتحول سامي من طالب جامعي عادي إلى شخص يمتلك قوة خارقة ، لم يعد سامي قادراً على العيش بهدوء ، في هذا العالم الحديث الذي تحكمه عائلات اسطورية ويعج بـ "الأبطال الخارقين ، يجد نفسه مطارداً من قبل" جمعية الخارقين" الغامضة ، ويتهم بالتورط مع "عصابة العقارب" الإرهابية ، يجب على سامي أن يتقن السيطرة على تاريخ سلالته المنسية وأن يكتشف حقيقة السوار قبل أن يكتشفوا سره الأكبر ، في صراع بين الإرادة والمصير ، والتاريخ والقوة ، هل يصبح سامي هاشم القوة التي يجب أن يخشاها الجميع؟ أم يستسلم لقدره المحتوم؟ اكتشف كيف يبدأ عهد "الرجل البرونزي"
VIEW MORE

Chapter 1 - الفصل الأول

الفصل الاول

البداية

"الإرادة الإنسانية ليس لها حدود ، والموت والحياة يحدثان في لمح البصر ، في هذا الكون الفسيح ، تسكن أعداد لا تُعد ولا تحصى من الأرواح "

كانت السماء مغطاة بالغيوم في جو مظلم خارج النافذة ، ألقى سامي نظرة على خطوط المطر في الخارج وتنهّد بصمت فقد كان مزاجه كئيباً كــ الأجواء في الخارج ، قبل شهر وصل خبر وفاة والديه .

جلس سامي على مكتبته وأمسك بـالسوار ، هذا السوار كان تحفة أثرية لقد كانت جدته ترتديه دوماً ومن ثم انتقل إلى والدته ، بعد وفاة والديه ورثه سامي ، كان هذا السوار اخر ذكرى لهم , حيث ينظر إليه ويتذكر أحباءه , البريق المشع من السوار يُعيد إليه بعض الأمل , فقد كانت تظهر عليه كتابات باللغة السومرية على الحافة السفلية ، على الرغم من أن سامي لم يكن يفهم هذه الكتابات إلا أنه كان يشعر بأهميتها . 

"الكرامة تكمن فقط" ، كان هناك كلمات لا يمكنه قراءتها لوجود طبقة معدنية بالية ، أوقف سامي أفكاره المتشتت ولف إصبعه على حافة السوار وحاول تطهيرها , ومع ذلك يبدو أن سطح السوار متسخ بغض النظر عن مدى قوة إصبع سامي لن يتنقى شيء ، كان قلقاً لسبب غير مفهوم واستخدم المزيد من القوة ، بشكل غير متوقع اصطدمت أصابعه بالحوافر على جانب السوار ممّا أدى إلى إحداث جرح صغير على أطراف أصابعه , بسبب قوته المُفرطة تسرب الدم على الفور مما أدى إلى تلطيخ يديه بالدم الأحمر , أخرج سامي بسرعة منديل لمسح الدم من على إصبعه ولكن قبل أن يتمكن من مسحه تكثّف الدم في قطرة على حافة إصبعه ، وتسربت قطرة الدم وسقطت على السوار .

" شق ، شق ، شق ، شق " ، سمع صوت معدن يصطدم بالآخر ، إنه مثل الحصول على طاقة من قطرة الدم تلك تحوّل السوار بأكمله إلى اللون الأحمر الفاتح ، ولفت السلسلة بإحكام حول معصم سامي كما تغيّر سطح السوار لتظهر كلمات بلغة سومرية :" الكرامة تكمن فقط في حافة السيف " ، وكان هناك ألم في رأسه ألم، ألم، ألم ، في تلك اللحظة بينما كانت الأنغام تتناسق بينه وبين السوار , كان هناك ضباب يعم ذهنه لولا وجود إرادة راسخة تجعل الضباب يختفي لظن أنه في حلم . 

"هوه، هوه"، بعد أن استنشاق بعض الأنفاس العميقة بذل سامي ما في وسعه لكي لا يُصاب بالذعر , في هذه اللحظات وهو ينسجم مع السوار فقد تسارعت ذكريات غامضة فجأة وظهرت بشكل مفاجئ في ذهنه معلومات تخبره أنه سوار يختزن جينات الملك ألوليم ملك البشرية الأول و احفاده ، كان يشاهد حلم متقاطع كشريط ضبابي . 

"همسة"، كان سامي خائفاً وانحنى جسده بشكل غريزي إلى الخلف بشكل ضعيف وكاد أن يسقط فمد يده سريعاً ليتمسك بحافة الكرسي وشعر بأن الهواء أصبح مضطرباً ، كان هناك همس خافت يتردد في أذنه وقصيدة وقصة كانت تُروى لهُ عندما كان طفلاً في تلك اللحظة وقعت عيناه على يده وكان هناك قفاز معدني برونزي ، فجأة بمجرد أن فكر اختفى ، ها ها ها ، صوت تنفس خشن ، "ماذا حدث ؟" 

"بوق , بوق ", ينفث القطار المظلم بخاراً أبيض ويسيرعلى القضبان السوداء ، يسحب العمود المرفق قضيب التوصيل مما يتسبب في دوران العجلات بسرعة ممّا يؤدي إلى صوت إيقاعي في قضبان القطار ، مرّ قطار يتكون من سبع عربات عبر النفق وسافر عبر الوادي واتجه نحو البرية الشاسعة في ولاية إريدو , وفي العربة ، كانت فتاة جميلة ترسم الطبيعة من خلف النافذة ، "لماذا توجد منضدة رسم في العربة ؟" ، فهي لا تستطيع الرسم في العربة فحسب بل يمكنها أيضاً اللعب في العربة لأنها كانت الوحيدة في هذه العربة .

هي سميراميس ، البنت الثالثة لرئيس عائلة ميس ، هذا القطار هو قطار خاص لعائلة ميس ، وهي عائلة ثرية في أور وهي صاحبة هذا القطار كانت العربة الأولى تحتوي على الفحم المحترق وكانت العربة الثانية تحتوي على الأمتعة و العربة الثالثة هي مطعم وغرفة ألعاب تنقسم العربة الرابعة إلى ممر وغرفة ضيوف العربة الخامسة هي غرفة نومها والعربات الأخرى فارغة . 

صففت سميراميس شعرها على شكل أمواج دفعتها يدوياً مع ظلال عيون داكنة ولكن أحمر الخدود أحمر فاتح يبرز جمالها ، كانت ترتدي بنطلوناً أزرق مع قميص من ماركة "رابي" الوطنية وكشفت عن شكل فتاة خالية من الهموم ، سميراميس في ربيع شبابها وملابسها ومكياجها يجعلاها فتاة شعبية بين أصدقائها .

"صرير"، فُتحت باب العربة وظهرت ماريا مرافقة سميراميس الشخصية تحت ضوء الشمس اللطيفة ، وقفت مواجهة لها وقالت: "سيدتي، سنصل قريباً إلى حي الجامعات"، فقالت سميراميس: "احضري الحقائب يا ماريا"، فأجابت ماريا: "حسناً ، آنسة "

نقلت سميراميس ومرافقتها أمتعتهم ، كان حي الجامعات يزخر بالحركة بفضل العربات القادمة من كل حدب وصوب ، وصلت إلى غرفة الاستقبال حيث رأت سميرا شاباً في الغرفة ، إزالة سميرا نظارتها وسألت: "اين مكتب المدير ؟"

في الصف الأول ، كان المعلم سلمان يفيض بالحماس وهو يلقي درساً في التاريخ: "أهلاً وسهلاً بكم في درس التاريخ أيها الطلاب ، أنا متخصص في التاريخ القديم و يمكنني مساعدتكم في أبحاثكم"، للوهلة الأولى ، بدا هذا المعلم نادراً وموهوباً وشغوفاً بالتعلم ، أصيب سامي الذي كان نائماً بالدهشة من طاقة المدرس العاطفية والمُلهمة ومع خبرته التي تناهز عشر سنوات بالمدرسة كان بإمكانه تمييز بعض النقاط الرئيسية بوضوح ، من المحتمل أن أجد صعوبة في تذكر التخصص المذكور في إشعار القبول الخاص بي : الجامعة الدولية إريدو ، قسم التاريخ و الاقتصاد . 

اللعنة ، هذا يبدو أنيقاً جدّاً ، نظراً لأني كنت الوحيد في المنزل ، كنت متردداً للخروج من البيت ورؤية العالم ، في الواقع ظللت أفكر مراراً وتكراراً على طول الطريق ، ما الذي أريد أدرسه بالضبط في المدرسة؟, لقد مرّ أكثر من شهرين منذ استيقاظي من كابوسي ، وأنا أقاتل ضد مصيري كل يوم .

لا تعتقد أنه سيكون من السهل أن تعيش بمفردك وأنت متمسك بمنزل بهِ مبلغ كبير من الأموال ، أكبر عيب بحياتي اني ليس لدي أصدقاء ، ولم يتبقَ لدي سوى نفسي من أقاربي لأن الجميع أموات ، كان أبي وأمي هما عائلتي الوحيدة لذلك تبرعت بأغلب الأموال للأيتام , لقد حدث أن رأيت شعار القبول بالجامعة ، لذلك قاد سامي هاشم آلاف الأمتار للمجيء إلى هنا دون تردد ، وأنا أدير جسدي للطالب المجاور قلت: "في أي درس نحن؟"، لوح الطالب بيده وأشار إلى الحائط ، تم تعليق اللافتة الضخمة المطبوع بالألوان على جدار قاعة المحاضرة الفارغة . 

كما رفع سامي رأسه وألقى نظرة خاطفة على الاسم الكامل هو "درس التاريخ" لقد كتب بالخط الكوفي الهندسي بأسلوب قوي ليكون لافتاً للنظر ، صدم سامي: "أليس هذا فخم بعض الشيء "، استهزأ أحد الطلاب قائلاً: "ما الفارق بين الجامعة وقبلها؟" فأجاب طالب آخر: "فرق السماء والأرض"

وبينما كان يجريان الحديث ، سمع صوت طرق الباب وخرج المدرس ، وكانت النتيجة أن ساد الضجيج ثم عم الصمت في القاعة مرة أخرى ، دخل معلم التاريخ مصحوباً بطالبة جديدة ، كل الطلاب رفعوا أعينهم نحو الطالبة الجديدة ، قال المعلم: "إحم ، هذه طالبة من خارج الولاية ، أرجو أن تتقبلوها"، كانت تميل رأسها إلى الأسفل ، ثم رفعته فجأة مما جعل نظارتها تلمع بضوء أحمر اللون ثم اختفى بسرعة ، قالت: "اسمي سميراميس"، وتوجهت لتجلس بجانب سامي ، بعد أن جلست أصبح الدرس هادئاً وكاد سامي أن يغط في نوم لولا أن قرصته سميراميس هامسة: "أي مقولة تعجبك؟" فشد خصره وهمس لها: "الكرامة تكمن فقط في حافة السيف"، فردت هامسة: "والحقيقة لا توجد إلا في مدى المدفعية "

صُعق سامي وبدأ متفاجئاً وقال لها وهو في حالة من دهشة بصوت عالي ، قال: "ماذا تعرفين ؟" ، كان هنالك صمت في القاعة أدار الطلاب أجسادهم للابتعاد عن المشاكل ، فقال مدرس التاريخ غاضباً : "اجلس يا سامي ، لقد طفح الكيل ، لا احترام للمعلم ولا انتباه للدرس "

جلس سامي خائفاً ، فواصل مدرس التاريخ حديثه قائلاً: "إن بلاد الرافدين نشأت من دماء ملوك المدن ، التي أنهت الصراعات في أرض الرافدين التي استمرت لمئات الآلاف من السنين بين أنهار الدماء والحروب وشكّلت بلاد الرافدين المسالمة التي عاشت خمسين عاماً بلا حروب"

وأضاف متابعاً: "بخلاف دول العالم الأخرى التي تعيش في حالة حرب يومية"، عندئذ، سخر طالب له لسان سليط بصوت مرتفع: "نعم ، في بلد يُحكم من قِبل عشرين عائلة بدلاً من الملوك ، لا فرق بينهم سوى الاسم".

شعر المدرس بالحرج وأجاب:" أنت تتمتع بحرية غير موجودة في دول الملوك والاتحادات ، حيث لا يُسمح هناك بأدنى انتقاد للحكام ، بخلاف ما هنا حيث يمكنك التعبير عن رأيك بحرية"، فرد الطالب مستهزئاً: "بلى"، وصمت .

عندما خيَّم الصمت في القاعة ، تساءل المدرس لتغيير الأجواء:" لماذا تم تشكيل تحالف الملوك ؟"، فأجابت طالبة ترتدي نظارات قديمة:" بسبب المصالح المشتركة التي مهّدت الطريق ، وساهمت في كبح جماح المد الاتحادي"

استفسر المعلم بتقدير:" ما السبب وراء تجارة الدول الملكية مع الاتحادات؟" فأجابت:" ليس هنالك أعداء أبديون ولا أصدقاء أبديون ، بل مصالح مشتركة توجد بين الأمم"، وتلقى الإجابة بتصفيق ، تصفيق حاد ، ثم قال المدرس سلمان: "بارعة أنتِ يا ندى ، أنتِ الأولى في التاريخ "

طق.... طق....

رنّ الجرس فاندفع الطلاب خارج الفصل بسرعة ، وبقي سامي وسميرا بمفردهما ، قالت سميرا: "ما رؤيتك للتاريخ؟"، فأجاب سامي: "كنت أعتقد أنه جميل ، وأراه الآن مثل الضباب"، ضحكت سميرا ضحكة خفيفة ومدت يدها قائلةً: "هيا تعال معي لأريك الحقيقة"، فدفع يدها بعيداً قائلاً: "الحقيقة تكمن في إرادتي"، ثم ارتدى معطفه من على مقعد الدراسة وغادر الصف .

وقفت سميراميس صامتة بلا تعبير لمدة تُناهز الساعة ، ثم انفتحت الباب ودخلت ماريا التي كانت تشبه سميرا كثيراً ، إذ كان لماريا شعر قصير بخلاف سميرا ، اقتربت إلى جانبها وهمست: "لقد فزت"

"هو ، هو، هو"،كان سامي يجري بسرعة فائقة وبلغ زقاقاً معتماً ، مسح العرق الموجود على جبهته وقال: "لقد كانت تجربة مُفزعة ، كدتُ أن أصبح عبداً لها"، ثم فجأة سمع صوت استغاثة من داخل الزقاق المظلم فزادت سرعة تنفسه مجدداً واتجه نحو الصوت ، فإذا به أمام مشهد لثلاثة أشخاص يحاصرون امرأة شابة ذات شعر أبيض طويل وعيون سوداء ، فتوقف عن السير . 

توقف الأشخاص الثلاثة ، واستدار الأقرب إليه ممسكاً بسيف قصير وأخذ يلوح به ، وقال لصاحبه: "أي مجنون هذه الأيام يأتي إلى مقرنا "، فأجاب صاحبه قائلاً: "هذا الثاني ، يا أحمق لقد أصبح مقر العصابة ساحة للأغبياء"، فقال القائد في المنتصف ، أرسلان ، والذعر في صوته: "أيها الحمقى، هذا شخص يمتلك قوى خارقة أيضاً ، استعدوا"، ووقفوا في مواجهة سامي الذي كان يحمل في يديه قفاز معدني برونزي ، وكانت سلاسل برونزية تحيط بجميع أنحاء جسم سامي . 

فقال أرسلان: "هاجموه عن بُعد ، سوف نستنزف قواه ونقتله ، لقد قتلت عشرات بل المئات من هؤلاء الأغبياء"، فقال مساعده وهو ينزف من أنفه: "لا يمكنني الاتصال بالسيف "، فجأة بدأ أرسلان يتقيأ دماً واستدار ليرى سلاسل فضية حول أجسادهم ، وسقط أرضاً ومعه رفاقه وكان سامي يلهث ، وهو يراقب مشهد الموت المفاجئ وأشار إلى الفتاة وقال: "لقد... قتلت شخصاً" .

اقتربت الفتاة من سامي بتعبير وجه غاضب وقالت: "لقد أفسدت خطتي كنت أخطط لها منذ أشهر "، وبدأت بتفتيش أجسادهم باحثة عن المال ، بعد ذلك وقفت أمام سامي بوجه خال من أي تعبير, مما بدأت مُخيفة للغاية .

أحس سامي بالخوف وتراجع إلى الخلف حتى ارتطم بـ الحائط ، كانت خطواته ثقيلة كأن جبلاً يثقله فاقتربت منه حتى صارت على بُعد مسافة قصيرة لا تزيد على عشرة سنتيمترات ، ثم توقفت وأخرجت خمسة عشر ديناراً وقالت: "هذه حصتك، اسمي أميت"، ومشت لعدة أمتار ثم التفتت نحوه وقالت: "إذا كنت تحتاج إلى مساعدة ، اتصل بي من خلال الإعلانات في صحيفة "العراقية" حيث انا اعمل في التجارة "، وظل سامي يُفكر بعُمق في ماذا كان يتكلم مع أميت , عندما سمع صوت خطوات قادمة ، هرب مسرعاً .

كان الظلام قد حلّ حتى وصل إلى المنزل فدخل وأشعل مصباح الزيت لينير بنور أصفر في عصر الحديد والفحم ، كان مُنهكاً نفسياً من كثرة الأمور الجارية فنام في السرير فور إغلاق عينه .

في الصباح ذهب سامي متوجهاً إلى درسه ، كان يسير نحو فصل الاقتصاد خلال مسيره لاحظ سميرا تسير إلى جانبه ، وهي تقول: "لقد كنت في انتظارك ، دعنا نذهب معاً للصف"، بعد ذألك استمروا في سيرهما سوياً حتى وصلا عند مقاعد الجلوس ، حيث جلس سامي بجوارها .

سمع صوت كعب عال يقترب مما جعل سامي يلتفت ليرى مدرسة الاقتصاد وهي تدخل الفصل ، عند دخولها هيمن الهدوء على الفصل حيث قام الطلاب المشاغبون بتعديل جلستهم استعداداً لبدء الحصة تقدمت المدرسة كلوديا معرفة بنفسها بلكنة بغدادية مميزة وأوضحت أن اهتمامها ينصب فقط على تدريس مبادئ الاقتصاد بعيداً عن أي ميول أو توجهات سياسية المهم لديها هو الأرقام والمفاهيم الاقتصادية .

ثم أشارت إلى أحد الطلاب ، سائلة إياه عن سبب تفوق الاقتصاد في مملكة القراصنة ، الطالب المتوتر اختار الإجابة بذكر إسهام "نيوتن"، مما دفع المدرسة لتوضيح أن تفوقهم لا يعود فقط لعلماء النظريين بل لأسس صناعية وتجارية قوية كصناعة الفحم والتجارة البحرية , بعد ذلك وجهت سؤالها إلى سامي حول ما إذا كانت الديون الخارجية تُمثل عبئاً على الدولة أم لا ، أجاب سامي انها تُعزز من ترابطات المصالح الدولية ، مما أثار اهتمام المدرسة التي اقتربت منه لتؤكد صواب رؤيته ، في ختام الحصة ، دعته سميرا بصوت خافت للقائها في ساحة المدرسة بعد انتهاء اليوم الدراسي .

بينما كان سامي يمشي كان يغوص في أفكاره محاولاً تخمين ما الذي قد تريده منه تلك الفتاة المرعبة ، عندما وصل اعترضت طريقه فتاتان إحداهما كانت سميرا والأخرى ماريا التي كان لها شبه واضح بسميرا ولكن بطريقة ما عند رؤيتها كان يشعر وكأنها غير موجودة . 

كان هذا مثيراً للحيرة ، هل يمكن أن تكون توأم سميرا الغامض؟ ، عندما وصل إليهما تحدثت سميرا بنبرة جدية: "هل تعرف لماذا أردت التحدث معك؟" فأجاب سامي بروحه المرحة: "أتوقع أن لديكما طلباً معيناً"، تغيّر وجه سميرا ببرود وسألت: "وماذا تعلم؟"

فتابع سامي: "أنتما تريدان مساعدتي ، أليس كذلك؟" فقالت سميرا بنبرة أكثر جدية: "ماذا تريد بالمقابل؟"، وأجاب سامي بثقة: "أريد أن أفهم كيف عرفتما قدرتي"، تلا ذلك ضحكة من ماريا ردت عليه: "هل تخاف من الأشباح؟", فرد سامي بمزاح: "ربما، لكن ابعدي عني سميرا، انها مخيفة أكثر "، فأجابت سميرا بنبرة غاضبة: "أنا مخيفة يا جبان؟", تدخلت ماريا قائلة: "حسناً ، اتفقنا "

وفي اللحظة التالية ، انحنى سامي نحو يد ماريا وبلغة السومريين قام بتوجيه شعر سومري كان مطبوع بعقله من خلال السوار مما أدى إلى تدخل التاريخ ، وسرعان ما انتشرت سلاسل معدنية وضوء يعمي العيون ، وظهروا بمظهر مختلف كما لو أنهما شخصان من عصور قديمة , كان سامي يرتدي درعاً برونزياً مزيناً بالجواهر يحاكي ملابس الملوك من العصور التاريخية ، بينما ظهرت ماريا بتاج رائع وفستان يخفي جمالها بأسلوب متفرد وفي مشهد لم يكن ليخطر ببال ، أدارت سميرا رأسها وهي تمسح لعابها ، قائلة:"أنا لطيفة يا سامي"، ومع ذلك رغم محاولاتها لتنشيط التاريخ لها لم يلقى نظرة عليها قط ، سامي الذي استنزفت قواه انهار على الارض من شدة التعب . 

"بوم , بوم"، كان هنالك طرق على الباب واستيقظ سامي من حلمه , ألقى نظرة على ضوء الصباح من النافذة ثم استدار وجلس في حالة من الارتباك .

"من ؟ أين الساعة ؟ لماذا لا تعمل؟"

"أنا جورج سين"، أجاب صوت رجل ثابت خارج الباب .

"جورج سين ، لا أعرفك"، هزّ سامي رأسه وخرج إلى الباب ، فتح الباب ورأى ضابط شرطة بعيون زرقاء مثل البحر، "ماذا تريد؟"، سأل سامي بحذر .

أجاب الضابط ذو العيون الزرقاء بتعبير جدي: "بعد التحقيق ، لقد تبيّن لنا بعد العثور على صاحب متجر الملابس أنه شهد بأنك اتجهت إلى الزقاق قبل يومين ، في ذلك الزقاق حيث وافت المنية أرسلان ، صاحب مصنع الأحذية مع زملائه الذي ماتوا في مسرح الجريمة "

أصبح سامي في حالة من صمت لبرهة ، دون أن يشعر بالخوف أو الذنب ، لأن في نظره ارسلان واتابعه أشرار ، و وجد أن الأدلة التي قدمها الشرطي جورج كانت مُفصلة بشكل يفوق توقعاته ، وظهر نور الفجر والصمت يخيم على المكان ، مما زاد من غموض القضية ، فتح سامي فمه وقال بابتسامة: "هذه الأدلة لا تكفي لإثبات تورطي في وفاة أرسلان ، أرغب في معرفة ما حدث للمسكين أرسلان لكنني مشغول بالدراسة وأنا لا زلت قاصراً لم أبلغ العشرين بعد , عندما دخلت الزقاق لم أرى أي شخص "

أومأ ضابط الشرطة ذو العيون الزرقاء"جورج سين" برأسه بابتسامة ، وقال : "لقد شعرت بصدقك"، نظر سامي مباشرة إلى عيون الشخص الآخر ، ما أخبرته هو الحقيقة الكاملة ، وإن كان يُمثل جزءاً منها ، لم يستجب جورج سين على الفور، بل نظر حول الغرفة وقال: "لقد فقد السيد أرسلان نقوده ، وأعتقد أنني قادر على العثور عليها ، صحيح السيد سامي؟"، عند هذه اللحظة أدرك سامي أنه في وضع لا يُحسد عليه وبدأت أفكاره تتسارع كالبرق مما دفعه لاتخاذ قراره في لحظات معدودة ، رفع يده نحو السترة قائلاً: "بالجيب"

لم يحدد بالضبط ما الذي يوجد في الجيب لأنه لم يكن قد أخفى شيئاً في جيب سترته يمكن أن يُرى بوضوح ، ظل ضابط الشرطة ذو العيون الزرقاء دون حراك لكن شفاه جورج تتحرك عكس نبرته الهادئة ، وسأل "هل هناك أي شيء تود إضافته؟", أجاب سامي دون تردد: "نعم"

"كنت في المدرسة أمس في المساء ، لكنني استيقظت ووجدت نفسي هنا في منزلي بدلاً من المدرسة ، كنت برفقة سميراميس ، وفقدت وعيي ، لا أعرف ما الذي حدث ؟، وايضاً تواصلت مع تاجرة تدعى أميت "، سعياً لتبديد الشكوك وحل القضية الذي وجد نفسه متورطاً فيها فأخبره كل شيء باستثناء تفاصيل حادث القتل ومساعدته لأخوات ميس , لم أقل بأن القتل حدث أمامي ولم أذكر مساعدتي لــ ماريا ، ولكن أبلغته بأنني لا أعلم شيئاً عن قضية القتل بالنسبة للآخرين التحوير في صياغة الجمل أدى إلى تغيير المعاني استمع الضابط ذو العيون الزرقاء بانتباه وأخيراً قال: "هذا يتماشى مع التطورات ، يبدو أن جريمة القتل هذه كانت مدبرة ومع تاريخك النظيف ، طالما أنك صادق سوف تكون بريء , لكن دخولك للزقاق ", إضافة جورج ، معلناً نقطة تحول: " يجب عليك الخضوع لتقييم الخبير للتأكد أنك لست المشتبه بهِ"، سعل وتعبيره أصبح جدياً :"السيد سامي ، يُرجى التعاون مع التحقيق والعودة معنا إلى مركز الشرطة ، إذا لم يكن لديك مشكلة حقاً "

"الخبراء؟ ", سامي سأل بتوتر .

"حسناً" استدار جورج وأشار لسامي للخروج معه ، "سأترك ملاحظة إلى العاملة"، طلب سامي ، كان وحد في المنزل ، وكان يوظف أشخاصاً للأعمال المنزلية ، أومأ جورج برأسه: "تستطيع"

عاد سامي إلى المكتب ، يفكر في ماذا يفعل وجد ورقة يكتب عليها ، وهو يفكر بالشيء التالي ، لأكون صادقاً ولم يكن يريد رؤية الخبير لأن يخفي سره الأكبر ، في مكان تحكمه 20 عائلة واحتمال أن سوار جده ألوليم الذي كتب بالتاريخ أنه أول ملوك الكون من المحتمل يجذب انتباه الحكومة ومنظمة مكافحة الإرهاب , حتى مع السوار والقوة الخارقة لم يكن يضاهي ضابط شرطة محترفاً و بالإضافة , هنالك العديد من زملاء جورج يقفون خلفه في الظلام خارج الباب , سوف يسحبون بنادقهم ويطلقون النارعلي .

"هاه ، خُذ الأمر خطوة بخطوة"، ترك سامي ملاحظة وأخذ المفتاح وتبع جورج إلى خارج الغرفة في الممر المعتم اصطف أربعة ضباط مرتدين زي الشرطة على كلا الجانبين في حالة تأهب شديدة . 

"بانغ، بانغ، بانغ"، تبع سامي جورج سين خطوة بخطوة ، وهو ينزل من الدرج الخشبي .